شكراً قطر… مونديال 2022 عربي

الأسياد في ضيافة العرب

قطر عبارة عن أرخبيل خجول في إطلالته على مياه خليج العرب، ومساحتها بالعرض لا تكفي لسباق مارثون. سكان عاصمتها لو اجتمعوا قاطبة؛ لوسعهم ملعبي كرة قدم. كانت حتى مطلع التسعينات تتقاذفها المشاكل الداخلية ورياح (الكوس) الحارة والزوابع الرملية، بل كانت مغمورة الاسم وبالكاد سمع بها من يعيش على الضفة الأخرى من الوطن العربي.

قطر… اليوم ملء السمع والبصر، إنها اليوم حاضنة للأسياد العالم في كرة القدم لعام 2022، إنها في هذه الساعة محط أنظار الملايين من عشاق الكرة المستديرة، إنها اليوم أرخبيل ممتد في جميع المحيطات وتتكلم بكل اللغات…

لقد استطاع أبناء تلك الجزيرة الصحراوية أن يعملوا ويخططوا على مدار عامين؛ حتى يكسبوا شرف استضافة كأس العالم في عام 2022. فاتنزعوا فوزهم من أنياب وحوش التقنية (الكوريين واليابانيين)، ومن فكي قطب العالم (الولايات المتحدة الأمريكية)، التي بقيت في حزنها الذي يزيده فضائح وتسريبات موقع ويكيليكس.

لقد نافس الفريق القطري على جعل المونديال يتكلم لغة العرب، لقد نافسوا على شق الطرق وبناء المدن وإسكات الرمال تحت أبنية الملاعب المكيفة، كما نافسوا اللوبيات والمافيات في لعبة الترشح التي اندثت روائحها قبل يومين من عملية التصويت وعلى لسان عدد من الصحف والتلفرات البريطانية، لقد وقفوا في وجه جاذيبة بيل كلينتون ورسالة أوباما ذات النكهة العالمية ومن خلفيهما جبال المال والبنى التحتية وعظمة البلاد… لقد كسب أبناء الرمال أحفاد الساموراي (اليابانيين) ولفتوا أنظار العالم عن إغراءات أصحاب الموضة في عالم الذبذبات، لقد هزموا تقنيتهم وعقولهم المبدعة…

شكراً قطر… فقد غدا المهرجان الكروي على مرمى حجر من أي مواطن عربي، بعد أن كان يكتفي بالمشاركة عبر الشاشات والأخبار في الصحف. شكراً قطر… فقد كسبنا في السياسة قبل الكرة؛ فما يقوله العرب عن قضاياهم اليوم بات أقرب للسمع طالما نحن مستضيفي أسياد العالم في عام 2022. شكراً قطر… لأنك نزعت الخوف من قلوب الكثيرين من العرب في دخول المحافل العالمية الكبيرة.

 

بواسطة muhamad kannass

1 comments on “شكراً قطر… مونديال 2022 عربي

  1. وفقك الله أخي مجمد
    مقالاتك جميلة وممتعة و ذات ذوق رفيع وصور منسجة
    الى الامام دوما
    احوك المحب
    نجم

أضف تعليق